بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 11 يناير 2011

التفاؤل يصنع المعجزات

                                                                        تفائل وثق بالله

بسم الله الرحمن الرحيم





نفس الإنسان عن طلب ما تريد، فهي تبذل ما لديها بكل قوتها، و لا تكاد تتأخر عن ذلك لحظة، فتضع في طريق الوصول إلى ما تريده كل ما لديها، فإن ظفرت و إلا أخذت قراراً و سلوكاً آخرَ.

يحدونا نحو ذلك كله أملٌ كان منبعثاً في نفوسنا، بعد أن أدركنا سر وجودنا في الحياة، حيث ثبتت ركائز السكينة في نفوسنا، حينها يكون التفاؤل بتحقق ما نصبو إليه هو الباعثُ المُحرِّك الحسي لنا، بعد أن كان الأمل الباعث المعنوي، و لا قيمة لأحدهما إلا بالآخر.

التفاؤلُ يُشعرنا بالمدى الواسع في نفوسنا في شوقنا إلى الحياة، فلا يسعى في الحياة كارهٌ لها، و لا يطلبها مُبْغِضٌ، و إنما من يريد أن يكون فيها على أجمل صورة و أحسن هيئة. و يمنحنا الرؤية الكبيرة لأسرار الحياة، و يُلهمنا النشاط لنبذل الجهد المفيد للاستمتاع بالحياة.

هذا التفاؤل، إكسير الحياة، السر الخفيُ الفاعل في بناء الكثير من مباهج الحياة، هو الرؤية للقلبِ نحو القادم، الأفضل، يُبصره القلبُ و يراه فيسعى إليه مع الروح. و الجسد حينما تتحرك الروح يكون طيِّعاً مُلبِّيَاً، لا يرفض طلبا و لا يعصي أمراً، و التفاؤلُ نتاج روح و قلب.

التفاؤل يسبق الأمل و يلْحَقُه، فيسبقه صانعاً له، موجداً لكيانه في العقل الإنساني، و يلْحقُه للتحقيق في أرض الكيان الإنساني، فيكون سبْقُه إياه ليدفع بالإنسان لأنْ يرى الحياة رؤية جميلة، يراها بخُضْرَتها، و يُدرك نظارتها، إذ الحياةُ لا تكون رأْيَ العين إلا كما تُكوَّن في العين، فالأملُ بدون أسبقية التفاؤل له يكون تشاؤماً، و التشاؤمُ لا يتوافقُ مع التفاؤل، و الأملُ نورٌ الحياة، و التشاؤم ظُلمتها، لذلك ينطمس نورُ الأمل حينما ينعدم التفاؤل.

و يكون لاحقاً الأملَ ليحُثَّ سيرَ الإنسان نحو أملِه في وضع معالم السير، فالأملُ لا يتم إلا بتفاؤلٍ يصاحبه، و التفاؤل هو القائد للأمل ليتحقق، فبدون التفاؤل لا يكون الأمل إلا وهما، لأجل هذا كان الأمل مذموماً إذا لم يكن التفاؤل معه، و جاء التفاؤل محموداً حيث ” تفاءلوا بالخير تجدوه” و التفاؤل أملٌ، و لكنه مسبوقٌ برؤية و ملحوقٌ بفعل.

إن أغلب الآمال لدينا نُخفِقُ في تحقيقها، مع وضوحها و قوتها و أغلبية فائدتها، بسبب أننا نُغيِّب التفاؤل، و لا نُوْجده حضوراً في الأمل، و لو أوجدناها بعد الأملِ كما أوجدناه قبلَه، لدفعنا التفاؤل إلى رؤية أعمق للأمل، و لرسم لنا الكثير من مواضع الخُطوات في طريق التحقيق، و لكننا، وكثيراً ما نكون كذلك، لا نُحضره اعتماداً على غرور الثقة بالأمل، و الغرور وهم و زيف، و لا تقوم الحقائق على الأوهام و الزيوف، فنُخْفِقُ في تحقيق الهدف و الغاية.

عندما نرى أهدافنا التي تحققت، و آمالنا التي ظهرت على أرض الحياة مشهودةً موجودة، لرأينا أننا صنعنا لها أشياء تُحققها، هذه الأشياء كنا نقوم بها و نحن على قدم من الثقة راسخة، و على قامة من الرؤية شامخة، فكأننا نرى الأملَ واقعاً متحققاً قبل البدء به، و سبب ذلك أننا كنا وضعنا الخطوات التي أرتنا في البدايات النهاياتِ، وهذه هي حقيقة التفاؤل، فالتفاؤلُ هو الفعلُ و ليس غيره.

في حين أن تلك الآمال التي دُفنت قبل أن تولد، لم يحدث لها ذلك إلا بسبب أن التفاؤل كان غائبا، أو مغيَّباً عن أن يقودها، لذلك كان الأمل قائد نفسه، و الوهم إن قاد نفسه أسَّسَ رَمْسَه.


إن شوقنا للحياة يجعل التفاؤل سيداً على الآمال، وممسكا بزِمام كل شيء، متصرِّفاً بكل شيء، و راسماً الدساتير التي تُحْكِمُ التصرفات و السلوك. عندئذٍ سيكون شوق الحياة بالتفاؤلِ أرقى و أجمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق