بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 11 يناير 2011

اخلاقنا فطرية بحكم جنسنا البشري !!! ولكن يبقى الارتقاء بها !!!

 

 

 

                                                               الرقي بالأخلاق هو هدف الفطرة( الادب)

السلام عليكم

من المتقرِّر عند العقلاء، ومما أقرَّته الفِطَرُ و الشرائع، أنه ليس هناك شيء محضٌ في ذاته، بمعنى أنه ليس هناك خير محضاً لا شر فيه، و ليس هناك شر محضاً لا خير فيه، فالأشياء في الوجود يكتنفها الطرفان، بل كل شيء يُنظر إليه من عدة زوايا، و هذه تعطينا سلوكا في التعامل مع الحياة، فمهما كانت الأحوال فهي تحمل وجهاً آخرَ ليس بادياً لنا.

عندما نؤمن بهذه، فإننا نجد أنفسنا مُلزمين إلى أن يكون تعاملنا فيما بيننا على هذا المنحى، ووفقَ هذه الرؤية، ومنطلقاً من تلك الزوايا، فربما يكون موقفنا مع إنسان لمرةٍ أولى معطينا انطباعا طيبا جميلا عنه، و لكن تأتي الأيام حُبلى بعكس ذلك، فيكون تعاملنا، الذي هو ردة فعل، سيئاً، و ربما يكون العكس، فيكون انطباعنا عنه من أول مرة سيئا، لكن الأيام حملت لنا طائراً ميمونا في حُسنه و جماله. فالميزان إنما التعامل المتكرر، لا مجرد الرؤية الأولى أو اللقاء الأول.

كثيرا ما نواجه ذلك أيضا في صُور كثيرة، خاصة عندما يكون أولئك الأشخاص ممن يغلبُ على المجتمع أنه ينظر إليهم نظرة طيبة، و أنهم ليسوا إلا أشخاصا طيبين، فنجد سلوكهم مخالف جداً لما هم عليه من دعاية لتعاليم المناهج، و كذلك أيضاً، مع أولئك الذين يُنظر إليهم نظرة السوء و الارتياب، فتثبت لنا الأحوال و المواقف أنهم خلاف ذلك.

فالإنسان بتعامله لا بمظهره، و بسلوكه لا بكلامه، و بمواقفه لا بمعارفه، فكما كانت الوصية المحمدية ” الدين المعاملة” فكذلك كانت الحكمة ” ما كل بيضاء شحمة، وما كل سوداء لحمة”، فاستقر الحال على الاختبار ليُسفرَ عن مكامن الأسرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق