بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 30 يناير 2012

مرض العصر ... الاكتئاب .....

    
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لولاه ما جرى قلـم، ولا تكلم لسان والصلاة والسلام على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أفصح الناس لسانـاً وأوضحهـم بيانـاً ثم أما بعد :

مما لاشـك فيه أن هذا الموضـوع من الموضوعـات الهامة التي تلامس واقع حياتنا، لذا سـوف أكتـب عنه في السطور القادمـة متمنياً أن أحوز أولاً على رضى الله عز وجل وأتمنى أيضاً أن يعم به الخير والمنفعة، وأبدأ ممسكاً بالقلم متوكلاً على الله لأكتب
حروف تشع بنور المعرفــة بإذن الله.
نلاحظ أن بذرة الشجر تختفي بعد أن يثبت جذرهـا بالأرض وبعد أن يخرج منها الجذع فأين استقرت النواة ! لو عرفنـا هذا الشيء لَكُنّا تحكمنا بأعمارنــا لكـن هذه الأمور من أسرار رب العالمين في خلقه، إذن إن أعمارنـا ليست تحت تصرفانا متى تبدأ ومتى ستنتهي لذا علينا أن نعيشها بأكملها من عمــلٍ وأمــل، ومن أفــراحٍ وأتـراح فكلنا له جانب مظلم كالقمر !!

فهذه عقبـات التحوّل التي نَمُر بها في تلك الحياة فعلينا أن لا نقف على عقبة منها بل نتابع المسير. انتشر في أيامنا هذه مصطلح يطلقونه على من تضيق به الدنيـا ويصيبه وهن في البدن ووحـدة في القلب وضيق في الصـدر.. ألا وهو مصطلح (الاكتئاب) أو يطلقون عليه القاتل البطيء !!

أولا سنتطرق لمفهوم الاكتئاب في اللغة وأيضاً في الاصطلاح ومن ثم إلى الدخول في فحوى الموضوع ومعرفة أعراضه وأسبابه وطرائق علاجــــه.

أولاً : مفهوم الاكتئاب
في اللغة من الجذر (كَأَبَ) وهو سوء الحال والانكسار من الحزن.
أما اصطلاحـاً : وهـو خليط من الحالات المرضية وغير المرضية التي يتغلب عليها طابع الحزن مصحوباً بنوبات فقدان الرغبة في هذا العالم واستثارة أفكار حزينة ومعايشة الألم.

* نستنتج من التعريف السابق أن الاكتئاب يتولد من الشعور بالحزن يغلب على الشخص يغلب عليه التشاؤم والسوداوية وقلة الحيلة على عنصر الأمل ومن ثم استثارة أفكار حزينة ومعايشتها ويشعر حينها بحالة فقدان الحيلة والسيطرة على الأمور.
ثانياً : أعراض الاكتئاب
يكون الشخص المكتئب كالجالس تحت جبل من الهموم يخشى أن يقع عليه، ومن الأعراض ما يلي:
1- ضيق في الصدر ووهن في القلب.
2- قلة الحيلة وعدم السيطرة على مشاعره، حيث أنه يغلب على مشاعره الحزن والألم.
3- يضفي على طابعه الشخصي اليأس ولإحباط و الرغبة في التخلص من الحياة بشتى الطرق (التخلص من النفس...).
4- يشعر كأنه عالة على نفسه وأنه لا ينجز المسافات التي يجب أن يقطعها.

5- يتصور وكأن الدنيا سوداوية ، وأن خيط الأمل قد انقطع منها.

6- العصبية الزائدة والتوتر الشديدين.

7- الهياج وعدم الاستقرار البدني.

ثالثاً : أسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب

من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب ما يلي :

1- يرجع سبب هذه الحالة أولاً ضعف الوازع الديني ، وبعده عن خالقه – جل وعلا- مما يجعل قلبه قاسياً ومعيشته ضنكا لقوله سبحانه وتعالى :
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)
                                                                                      طه:124
2- الضغوطات التي يواجها في حياته من البيئة المحيطة به، ومن البيئة الخارجية في العمل أو المدرسة .. الخ. 

3- اضطراب النوم وقلته .
 
4-عدم المبالاة بالوقت وتنظيمه ، بحيث لا ينظم جدول يحوي الأعمال التي سيقوم بها في ذلك اليوم مما يؤدي إلى الفوضى والإرباك والتوتر ، وتكرار ذلك يؤدي الشعور بالاكتئاب. 

رابعاً : العلاج وطرق الوقاية من الاكتئاب:-

غالباً ما يزول الاكتئاب تلقائياً بعد أيام أو أسابيع قليلة، لكنه في حالات أخرى قد يتطلب دعماً ومساعدة متخصصة، وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من كآبة شديدة الدخول إلى المستشفى حتى لا يسبّبوا الأذى لأنفسهم ، وهناك طرق لمحاولة التخلص من هذا المرض منها :-

1- حُسن الظن بالله بالقرب منه والرجوع إليه ، حتى يطمئن قلبه  وتهدئ روحــه حيث  قال أعز من قائل :
2-  الاهتمام بالوقت وتنظيمه ، والحرص على ملئ الفراغ بما هو مفيد وشيق لتغيير نفسية الشخص وشعوره بالارتياح .

3- يمكن للشخص أن يقوم بتغيير الروتين اليومي الذي اعتاد عليه.

4- التواصل مع الأصدقاء والتحادث معهم يمكن أن يساعد أيضا في مواجهة الاكتئاب.

5- أخذ قسط كافي من الراحة والنوم وعدم التفكير بالماضي والحزن الذي حصل في
تلك الأيام.

* كما أن هناك علاج ذكره بعض أهل العلم وهو الرجوع الى طبيب لوصف مستحضر طبي من الدواء والعقاقير ..
أما من ناحيتي فلا أنصح بذلك العلاج لأن الإنسان بيده يشق طريق السعادة ومجاوزة طريق الحزن واليأس.



وأخيراً وليس آخراً :-

وهذا لكل بداية  نهاية وخير العمل ما حسن آخره ، وخير الكلام ما قلّ ودلّ ، وبعد هذا الجهد المتواضع أتمنى أن أكـون موفقاً في سردي لعناصر الموضوع وملمة بأهم زواياه . لا أملك إلا ان أقول قد عرضت رأيي وأدليت بفكري في هذا الموضوع . وخير الختام السلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

بقلم :
روضة البدوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق